TAH: تقليد الترقيع
يشارك
الترقيع هو تقنية خياطة قطع من القماش معًا لإنشاء تصميم أكبر ومتماسك، وغالبًا ما يتميز بمزيج من الألوان والأنماط والأنسجة. هذه الممارسة لها جذور قديمة، ولها أهمية ثقافية في العديد من أنحاء العالم. بمرور الوقت، تطور الترقيع من ضرورة عملية إلى تعبير فني في الموضة.
التاريخ المبكر للتطريز
تم تطوير تقنية الترقيع في الأصل كحل عملي للحفاظ على الأقمشة. في الماضي، كان القماش باهظ الثمن وغير متاح بسهولة، لذلك كان الناس يعيدون استخدام الملابس القديمة وبقايا الأقمشة لصنع ملابس جديدة. كان الصينيون والمصريون والهنود من أوائل الثقافات التي استخدمت تقنيات الترقيع، حيث صنعوا منسوجات من بقايا الحرير والقطن والكتان.
في أوروبا، كان الترقيع شائعًا في اللحاف وأغطية الأسرة خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر. ومع ذلك، لم يبدأ الترقيع في التأثير على الموضة إلا في العصر الفيكتوري. تم صنع الفساتين والتنانير والسترات باستخدام هذه التقنية، مع أنماط وتصميمات معقدة مخيطة من مزيج من الأقمشة.
الأهمية الثقافية للأقمشة المرقعة
في الولايات المتحدة، اكتسبت أعمال الترقيع شعبية خاصة خلال فترة الكساد الأعظم كطريقة للاستفادة من قصاصات القماش والملابس البالية. وأصبحت اللحاف الأمريكي رمزًا للبراعة والمجتمع. كانت نحلات الترقيع وورش العمل عبارة عن تجمعات اجتماعية حيث اجتمعت النساء لمشاركة القصص وإنشاء أعمال فنية جماعية.
تتمتع الترقيع أيضًا بأهمية في الثقافات الأفريقية وأمريكا الجنوبية، حيث ينقل استخدام الأقمشة الزاهية والمتناقضة والأنماط الهندسية معاني ثقافية وروحية فريدة.
الترقيع في الموضة الحديثة
في القرن العشرين، أصبح الترقيع رمزًا للإبداع وإعادة التدوير في عالم الموضة. وقد تبنى مصممون مثل جان بول غوتييه وفيفيان ويستوود الترقيع في مجموعاتهم، واستخدموه في تقديم عبارات جريئة وطليعية. كما كان الترقيع سمة بارزة في الأنماط الهيبية والبوهيمية خلال الستينيات والسبعينيات، مما يعكس رغبة مضادة للثقافة في الفردية والاستدامة.
اليوم، لا تزال تقنية الترقيع شائعة في تصميم الملابس غير الرسمية والأزياء البوهيمية والأزياء الراقية. غالبًا ما يستخدم المصممون الترقيع لتجربة حجب الألوان وخلط الأنماط وإعادة التدوير، وتحويل الأقمشة المهملة إلى ملابس أنيقة وفريدة من نوعها.